الموضة صنم العصر.. دعوة للعودة للقيم الأصيلة
في زمن تكاثر الأوثان وتعدد الأصنام، أصبحت "الموضة" صنماً جديداً يتعبد له الكثيرون، خاصة من شبابنا المسلم الذي ألغى عقله وتنكر لشريعة خالقه.
تعريف الموضة ومخاطرها
"الموضة" كلمة أضيفت إلى اللغة العربية كترجمة لكلمة "mode" الأجنبية، وتعني "ابتكار نماذج جديدة من اللباس ووسائل الزينة". وليس يخفى أن ناصية الابتكار في هذا المجال ليست بيد المسلمين، ولا حتى بيد عقلاء البشر الذين يحترمون الفطرة البشرية ومقتضيات العقل.
لكنها بيد جهات ارتأت أن تكمل الدور الذي اختاره الشيطان لنفسه في تعرية بني آدم وإظهار سوءاتهم، كما قال تعالى: "يَا بَنِي آَدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا" (الأعراف، 27).
الشباب والهوس بالموضة
أصبحت الموضة همّاً من الهموم التي تشغل بال كثير من شبابنا، وتحدوهم لمسايرة الجديد في عالم الألبسة واقتناء كل ما يستجد في رفوف وواجهات المحلات من سراويل وأقمصة وأحذية تتنوع وتتبدل عاماً بعد عام.
هذا الواقع جعل تجار الألبسة يلهثون خلف الجديد في عالم الألبسة، ويقتنون أكثرها غرابة، لأن التجربة علمتهم أن هذا النوع من الألبسة هو الأكثر رواجاً بين شباب لا يجدون غضاضة في إنفاق الأموال الطائلة لشراء الضيق والمهترئ والمرقع والمقطع.
المرأة المسلمة وفخ الموضة
أما النساء، فلهن قصب السبق في الاهتمام بالجديد في عالم موضة تزري بالعقول وتجعل الحليم حيرانا. يبحثن عن جديدها بين القنوات والمواقع والمجلات، فلكل موسم لباسه، ولكل عام موضته.
صيحات الموضة لم تقتصر على ألبسة الأفراح والمناسبات، بل شملت اللباس اليومي، ولم تسلم منها كثير من المحجبات، اللاتي أصبحن ينظرن إلى الحجاب على أنه لباس يخضع كغيره من الألبسة للتطور واختلاف الأذواق.
امتداد الهوس إلى التجميل
امتد الهوس بالموضة من اللباس إلى تسريحات الشعر والأصبغة وإلى عمليات التجميل والتنحيف التي أدخلت كثيراً من النساء في وساوس لا تنتهي، عندما أصبحت بعضهن ينفقن الأموال الطائلة في عمليات يعرف لها أول ولا يعرف لها آخر.
دعوة للاستيقاظ والتحرر
لقد وقعت كثير من نساء وبنات المسلمين في مستنقع الموضة الآسن وغرقن فيه إلى مفارق رؤوسهن، وأصبحن أسيرات لشركات الموضة التي تتلاعب بهن كيفما يحلو لها.
فهل آن لفتيات ونساء المسلمين أن يستيقظن من غفلتهن ويعتقن رقابهن من العبودية لهذا الصنم الجديد الذي جعل المظاهر الفانية هي الهم الأكبر الذي يملأ حياتهن بعيداً عن هم الدين وهم الأمة؟
وهل آن لشباب هذه الأمة أن يتحرروا من ربقة التقليد الأعمى الذي جعلهم ألعوبة في أيدي العابثين المتربصين بهذه الأمة وبشبابها؟
قوانين غربية تحد من الانحلال
مدن أمريكية وغربية كثيرة تفرض قيوداً على اللباس وبخاصة في المدارس والجامعات، بل وفي الأماكن العامة. ففي ولاية لويزيانا مثلاً صدر قرار بحبس كل من يرتدي البنطلون الساقط لمدة 6 أشهر وتغريمه 500 دولار.
أفلسنا نحن المسلمين أولى بمثل هذه القرارات والقوانين لوقف هذا الانحدار المتسارع نحو الهاوية؟