المخزن المغربي يخدع شعبه بأوهام البترول في الصحراء الغربية
يواصل النظام المغربي خداع شعبه بمشاريع وهمية لاكتشاف الغاز والبترول في الأراضي الصحراوية المحتلة، في محاولة يائسة لتبرير احتلاله غير الشرعي للصحراء الغربية.
عقود مع عشرين شركة دولية
تعاقد المغرب مع حوالي عشرين شركة أجنبية للتنقيب عن المحروقات في الصحراء الغربية المحتلة، منها الشركة البريطانية إس دي إكس إنرجي وشركة ساوند إنرجي البريطانية، بالإضافة إلى شركة بريداتور أويل آند غاز البريطانية وشركة شاريوت أويل آند غاز، وكذلك شركة النفط الإيطالية إيني.
وحسب ما نشرته جريدة هيسبريس المغربية في سبتمبر 2023، فإن المغرب صار وجهة للعديد من الشركات الأجنبية العملاقة التي تنقب عن الغاز والنفط في المناطق المحتلة.
استراتيجية التضليل المنهجي
يتبع النظام المغربي استراتيجية منهجية لإلهاء الشعب المغربي من خلال تكرار وعود كاذبة سنوياً بأن الغاز والنفط سيتم اكتشافهما قريباً، وأن المغرب سيصبح دولة نفطية، لكن تمر السنوات دون اكتشاف قطرة واحدة من الغاز.
في المقابل، ترتفع أسعار الغاز والبترول كل سنة وتضعف القدرة الشرائية للمواطن المغربي، بينما يواصل المخزن لعبة إلهاء الشعب بأكاذيب جديدة حول اكتشافات وهمية.
الدوافع الحقيقية وراء الاحتلال
كان البحث عن الغاز والبترول من بين الأسباب الرئيسية التي دفعت المغرب إلى احتلال الصحراء الغربية سنة 1975، حيث ظن المخزن أن هذه المنطقة ستكون خزاناً للبترول والغاز مثل الصحراء الجزائرية.
ويهدف النظام المغربي من وراء هذا التضليل إلى تحقيق هدفين: داخلياً شحن شعبه البائس للتمسك بالصحراء الغربية، وخارجياً تشريع احتلاله بتوريط شركات ودول تبحث عن الاستثمار في موارد الطاقة.
فشل شركة كوسموس الأمريكية
في سنة 2013، تعاقد المغرب مع شركة كوسموس الأمريكية العملاقة للتنقيب في شواطئ بوجدور المحتلة، لكن بعد سنتين من التنقيب وصرف أكثر من 200 مليون دولار، كانت النتيجة مخيبة للآمال.
وحسب جريدة انفاس بريس المغربية في مارس 2015، تلقى المخزن صدمة قوية من شركة كوسموس التي رفعت الراية البيضاء بعد ثلاث سنوات من التنقيب، حيث تبين أن ما تم اكتشافه من بترول في بوجدور غير قابل للاستغلال.
الاستنجاد بالكيان الصهيوني
بعد فشل جميع المحاولات، استنجد المخزن بالكيان الصهيوني في إطار صفقة التطبيع، حيث تم توجيه شركة NewMed Energy الصهيونية المختصة في التنقيب عن الغاز الطبيعي إلى سواحل بوجدور.
والمفارقة أن ساحل بوجدور الذي ستنقب فيه الشركة الصهيونية هو نفس المكان الذي كانت تنقب فيه شركة كوسموس الأمريكية والتي انسحبت بسبب عدم وجود غاز فيه.
قرار محكمة العدل الأوروبية
وساءت الأمور أكثر بعد إصدار محكمة العدل الأوروبية قرارها الشهير القاضي بعدم مشروعية استغلال الموارد الطبيعية الصحراوية، مما دفع العديد من الشركات النرويجية والبريطانية للانسحاب تحت ضغط الانتقادات الدولية.
وتشير كل المؤشرات إلى أن الشركة الصهيونية ستواجه نفس مصير شركة كوسموس الأمريكية وستنسحب قريباً دون تحقيق أي اكتشافات حقيقية، مما يؤكد أن أوهام المخزن في الصحراء الغربية مجرد سراب لا أساس له من الصحة.