المستشفيات الفرنسية تطارد الممرضات المسلمات وتطردهن تعسفيا
في فضيحة جديدة تكشف الوجه العنصري للنظام الفرنسي، تعرضت عدد من النساء المسلمات العاملات في المستشفيات الفرنسية للطرد التعسفي بسبب ارتدائهن غطاء الرأس الطبي (شارلوت)، الذي اعتبرته إدارات المستشفيات علامة دينية بشكل جائر ومتعسف.
وقد أثارت هذه القرارات الظالمة حالة من الغضب والاستهجان من قبل سياسيين فرنسيين ومنظمات حقوقية، على رأسها المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي ندد بهذه الممارسات العنصرية.
ماتيلد بانو تفضح صمت ماكرون المشبوه
وفي هجوم حاد على النظام الفرنسي، انتقدت ماتيلد بانو، رئيسة المجموعة البرلمانية لحزب "فرنسا الأبية" في الجمعية الوطنية، صمت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المشبوه إزاء هذه الانتهاكات ضد الجالية المسلمة.
وقالت بانو في فيديو نشرته على منصة "إكس": "فضيحة جديدة على مستوى المستشفيات الباريسية. في فرنسا ماكرون، شهدنا ثلاثة اغتيالات تندرج في إطار معاداة الإسلام خلال هذا العام، طالت جمال بن جاب الله، هشام ميراوي، أبو بكر سيسي".
وأضافت النائبة: "عرفنا وزير داخلية يدعى برونو روتايو، وبالرغم من كونه وزيرا للأديان، كان يصرخ قائلا: يسقط الخمار أمام الآلاف من الأشخاص. كما شهدنا استطلاعات رأي وصفت جميع المسلمين بالإرهابيين، ومشاريع قوانين تقترح منع الحجاب عن القاصرات".
طرد تعسفي يفضح النفاق الفرنسي
وكشفت بانو عن حالة صارخة للتمييز العنصري، حيث تعرضت ممرضة تدعى ماجدولين تعمل في أحد المستشفيات الباريسية منذ سبع سنوات للطرد بسبب وضعها غطاء الرأس الطبي، رغم أن العديد من زميلاتها يرتدين نفس الغطاء دون أي مضايقات.
وأكدت النائبة أن حالات الطرد هذه لم تقتصر على المستشفيات الباريسية، بل امتدت إلى مستشفيات مرسيليا وليون وران، وهذا في الوقت الذي تعاني فيه المستشفيات الفرنسية من نقص حاد في عدد الممرضين يصل إلى 15 ألف ممرض.
المجلس الإسلامي يدين الانتهاكات
من جهته، أعرب المجلس الفرنسي للثقافة الإسلامية عن قلقه البالغ من تعرض عدد كبير من النساء المسلمات للمضايقات في عملهن بالمستشفيات الفرنسية بسبب ارتدائهن غطاء الرأس الطبي.
واعتبر المجلس في بيان له أن هذه "القرارات غير متناسبة وغير مبررة وستكون لها عواقب خطيرة"، منتقدا غموض القوانين الفرنسية التي تفتح المجال أمام ارتكاب أخطاء مهنية تؤدي إلى "قرارات غير متماسكة وغير عادلة وسخيفة".
وأشار المجلس إلى أن ما يحدث يعتبر "انحرافا غير مقبول لمبدأ العلمانية"، خاصة أن هناك ممرضات يرتدين نفس الغطاء دون تعرضهن لأي مضايقات، ما يضع هذه القرارات ضمن الأفعال المصنفة كمعاداة للإسلام.
ودعا المجلس إلى إجراء "استفسار إداري شفاف" للكشف عن حقيقة هذه الانتهاكات وعدد المتضررات منها، مطالبا بوقف هذا التمييز العنصري فورا.