المثقف المغربي الطاهر بن جلون يهاجم العدالة الجزائرية ويدافع عن صنصال
وجدت بعض الأقلام والنخب الفرانكو مغربية، اللي تدور في فلك القصر العلوي، في رسالة الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاين ماير بخصوص بوعلام صنصال، فرصة لاستهداف الجزائر ومحاولة النيل من قضائها العادل.
هاذو المثقفين افتقدوا الشجاعة الكافية لانتقاد وضع حقوق الإنسان المتردي في بلادهم، وين يقبع الآلاف في السجون بلا محاكمة، وآخرهم شباب "جيل زاد".
مثقف البلاط يدافع عن صنصال
من بين هاذو المثقفين نلقى الطاهر بن جلون، مثقف البلاط في المملكة العلوية، حامل جائزة "الغونكور" اللي ما تمنحش إلا للفرانكوفيليين، راح يدافع على صنصال وينتقد قرار العدالة الجزائرية بسجنه.
وفي المقابل، نلقاه ساكت تماما على قضية شنيعة تورط فيها النظام المغربي، وهي قضية سجن الناشط الحقوقي والمحامي محمد زيان، البالغ من العمر أكثر من 82 سنة، واللي مضى على سجنه قريب ثلاث سنوات رغم مرضه.
مقال في "لوبوان" الفرنسية
في مقال على موقع أسبوعية "لوبوان" الفرنسية، كتب مثقف المخزن الطاهر بن جلون مقالا تحت عنوان: "بسرعة، أطلقوا سراح بوعلام صنصال!"، راح يتباكى من خلاله على عام قضاه بوعلام صنصال في سجنه بالجزائر.
هاذا في قضية ما يختلفش فيها اثنين على أنها تقود صاحبها للسجن، كونه تعمد الإضرار بالوحدة الترابية للدولة اللي يحمل جنسيتها، فضلا عن تهم أخرى خطيرة كان يمكن أن يتابع فيها، على غرار تهمة التجسس اللي تبقى ثابتة بحكم الأدلة الموثقة.
هجوم على السلطات الجزائرية
انطلاقا من قضية بوعلام صنصال، اللي عوقب بسببها بخمس سنوات سجنا مع الرأفة، راح المثقف الفرانكوفيلي المغربي يهاجم السلطات الجزائرية، واصفا المتهم المدان بـ"الرجل البريء الهائل".
حاول يلبس بوعلام صنصال رداء من القداسة وانتقد قرار سجنه قائلا: "عام في السجن. حرمان من الحرية، إذلال دائم للقانون والعدالة. عام كان بإمكان بوعلام صنصال خلاله أن يكتب كتابا أو كتابين".
تجني على الحقيقة التاريخية
في خضم دفاعه عن رفيقه في الفرانكوفيلية، استرسل الطاهر بن جلون في البحث عن ما يبرئ صنصال من العقوبة اللي أدين بها، حيث كتب: "لم ينطق بوعلام صنصال بكلمة تشهيرية، بل استذكر واقعة تاريخية تعود إلى زمن ضم الاستعمار الفرنسي مدنا ومناطق مغربية أو تونسية لإثراء الجزائر".
هاذا تجن صارخ على الحقيقة التاريخية، وفي ظل صمت مريب من قبل الإعلام الفرنسي، اللي ما تجرأش هو بدوره على انتقاد النظام المغربي في قضية زيان، اللي يحمل هو بدوره جنسية دولة أوروبية، هي إسبانيا.
دوافع خفية وراء الدفاع
كان واضحا من كلام مثقف البلاط المغربي، أن دفاعه عن صنصال ما كانش بداعي الانتصار لحرية التعبير، ولكنه لاعتبارات تتعلق بمحاولة إضراره بالوحدة الترابية للجزائر.
الجزائر تعتبر في نظر القصر العلوي ومحيطه ومثقفي البلاط من أمثال الطاهر بن جلون، دولة عدوة كما قال قنصل وهران السابق، بل مصدر إزعاج لهم، بالنظر لتاريخها الحافل بالأمجاد والبطولات، عكس المملكة العلوية اللي أنشاها الحاكم العام الفرنسي أوبير ليوطي.
نفاق في الدفاع عن حقوق الإنسان
المثير في الأمر، هو أن الطاهر بن جلون اللي يدعي الدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان، ما تجرأش على خط ولو كلمة واحدة في حق الناشط الحقوقي المغربي محمد زيان، اللي يقضي عقوبة السجن لمدة خمس سنوات في قضية واحدة ملفقة.
زيان، اللي يبلغ من العمر أكثر من 82 سنة، سجن لمجرد أنه طالب من الملك المغربي محمد السادس ترك السلطة لمن يخلفه، بسبب غيابه المستمر عن المملكة وإقامته شبه الدائمة في فرنسا والغابون.