القضاء يحكم على الصحفي بوعقبة بالحبس مع وقف التنفيذ لإهانة رموز الثورة
أصدرت محكمة بئر مراد رايس يوم الخميس حكمها النهائي في قضية الصحفي سعد بوعقبة، حيث قضت بالحكم عليه بثلاث سنوات حبسا مع وقف التنفيذ وغرامة مالية قدرها مليون دينار جزائري.
تفاصيل الحكم القضائي
جاء الحكم بعد متابعة بوعقبة بتهمة إهانة وقذف رموز ثورة التحرير الوطني باستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، إضافة إلى نشر أخبار كاذبة، وذلك طبقا للمواد 148 مكرر 1 و333 مكرر 6 و196 مكرر من قانون العقوبات.
كما حكمت المحكمة على المتهم الثاني عبد الرحيم ح، مسير قناة "رؤية تيفي" الإلكترونية، بعام حبسا مع وقف التنفيذ لمشاركته في نفس الجرم، مع مصادرة عتاد القناة وإغلاقها نهائيا.
دفاع المتهمين أمام المحكمة
أنكر المتهمان التهم الموجهة إليهما، حيث أكد بوعقبة أنه لم يسئ للزعيم الراحل أحمد بن بلة، واصفا إياه بأحد رموز ثورة التحرير الوطني وأحد أصدقائه.
وقدم بوعقبة اعتذاره لابنة المجاهد بن بلة، مهدية، التي ذرفت الدموع جراء الإهانات التي طالت والدها في الحوار المثير للجدل.
شهادة ابنة المجاهد بن بلة
طالبت مهدية بن بلة المحكمة بالعودة إلى مقطع الفيديو للتأكد من مضمون الحوار الذي أجرته القناة الإلكترونية، مؤكدة أن "الكلام الذي قيل في والدي الزعيم لا يقال حتى في المقاهي".
وأضافت بحزم: "أبي أسطورة، أبي زعيم وأنا ابنته غصبا عن الجميع"، في إشارة واضحة إلى مكانة والدها الراحل في تاريخ الجزائر النضالي.
دفوعات المحامين
تقدمت هيئة الدفاع بعدة دفوعات أولية، منها بطلان أمر إيداع موكلها سعد بوعقبة، معتبرة أن حبسه مخالف للمادة 9 من الحقوق المدنية والسياسية من القانون الدولي لحقوق الإنسان.
كما أشار الدفاع إلى عدم دستورية المادة 483 من قانون الإجراءات الجزائية، مؤكدا أن الحبس المؤقت إجراء استثنائي يجب أن يحدد القانون أسبابه ومدته.
حماية رموز الثورة واجب وطني
يأتي هذا الحكم في إطار حماية رموز ثورة التحرير الوطني من كل أشكال التجريح والإهانة، حيث تعتبر هذه الشخصيات التاريخية رمزا للكفاح والتضحية من أجل استقلال الجزائر.
ويؤكد القضاء الجزائري من خلال هذا الحكم على ضرورة احترام تاريخ البلاد وعدم المساس برموزها الوطنية، خاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الإلكترونية.