بن مبارك يستذكر مظاهرات 11 ديسمبر ويشيد بجهود الرئيس تبون في حماية الذاكرة الوطنية
أشرف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الكريم بن مبارك، يوم الخميس على ندوة تاريخية بمناسبة إحياء الذكرى الـ65 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 التاريخية.
وحضر الندوة حشد من الإطارات والمناضلين، وكانت فرصة لاستذكار تضحيات المجاهدين والشهداء الأبرار الذين ضحوا من أجل استقلال الجزائر.
مرجعيات روحية ووطنية راسخة
في كلمته، أكد الأخ بن مبارك أن مظاهرات 11 ديسمبر تستند إلى مرجعيات روحية ووطنية وسياسية قوية، أولها مرجعية بيان أول نوفمبر المجيد، الذي أعلن القطيعة مع الاستعمار الفرنسي وربط المعركة بالحرية والكرامة وبناء الدولة الوطنية المستقلة.
وأشاد الأمين العام بوحدة الشعب الجزائري حول جبهة التحرير الوطني، التي حولت كل مواطن إلى خلية مقاومة وكل شارع إلى قلعة صمود في وجه المحتل الفرنسي.
وأضاف أن هذه المظاهرات تعكس الرفض الجذري للمشروع الاستعماري، الذي حاول تفتيت الشعب وتشويه الهوية الجزائرية وتمرير أطروحة "الجزائر فرنسية" الباطلة.
معركة سياسية متكاملة نقلت الثورة للمدن
وتابع بن مبارك قائلا: "إن مظاهرات 11 ديسمبر لم تكن مجرد تجمعات احتجاجية، بل كانت معركة سياسية متكاملة نقلت الثورة من الجبال إلى المدن، وأجبرت العالم على رؤية الحقيقة التي حاول المستعمر طمسها لأكثر من 130 سنة".
وأضاف أن الشعب الجزائري، رغم القمع والتنكيل والحصار، تمكن من إفشال كل الرهانات الاستعمارية، فقد خرجت الجماهير بمئات الآلاف، ترفع العلم الوطني وتردد بصوت واحد: "الجزائر مسلمة... الجزائر حرة... جبهة التحرير الوطني تمثلنا".
دلالات تاريخية حية إلى اليوم
وأشار إلى أن هذه الدلالات التاريخية لا تزال حية إلى اليوم من خلال:
أولا: إثبات الشرعية الثورية - أكد الشعب الجزائري أن جبهة التحرير الوطني هي من تقوده، وأنها حركة شعبية أصيلة، وبالتالي سقطت كل أطروحات الاستعمار.
ثانيا: تدويل القضية الجزائرية - نقلت المظاهرات الثورة إلى المنظمات الدولية، خصوصا الأمم المتحدة، ونسفت الدعاية الفرنسية.
ثالثا: انهيار المشروع الاستعماري - اقتنع العالم أن بقاء فرنسا في الجزائر لم يعد ممكنا.
رابعا: ولادة الوعي الوطني الحديث - صنعت المظاهرات تحولا عميقا في وعي الجزائريين بذاتهم وبحقهم في بناء الدولة الوطنية المستقلة.
تثمين جهود الرئيس تبون في حماية الذاكرة
وتابع الأمين العام للحزب أن استحضار هذه الذكرى المجيدة اليوم لا ينفصل عن الجهود الكبيرة التي يبذلها فخامة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في مجال حماية الذاكرة الوطنية وترسيخها.
وأكد أن الرئيس تبون جعل من ملف الذاكرة أولوية سياسية وسيادية، إدراكا منه بأن مستقبل الأمم لا يمكن أن يبنى على النسيان، بل على الحقيقة والاعتزاز بالهوية واستعادة رموزها وقيمها.