بيتكوفيتش يقود الخضر للدور الثاني ويمحو إخفاقات بلماضي في كان المغرب
حقق المنتخب الوطني إنجازاً مهماً بتأهله للدور الثاني من كأس أمم أفريقيا بالمغرب، بعد الفوز الثمين على بوركينا فاسو بهدف وحيد سجله النجم رياض محرز من ركلة جزاء. هذا الانتصار يمثل نقطة تحول حقيقية لمحاربي الصحراء تحت قيادة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش.
محو إخفاقات الماضي
نجح بيتكوفيتش في طي صفحة الإخفاقات المؤلمة التي عاشها المنتخب الوطني في نسختي 2022 و2024 تحت قيادة جمال بلماضي، حين خرج الخضر مبكراً من الدور الأول. اليوم، يقف المنتخب الجزائري في صدارة المجموعة الخامسة برصيد 6 نقاط كاملة، مما يؤكد عودة الهيبة لكرة القدم الجزائرية.
هذا التأهل المبكر يمنح الطاقم الفني فرصة ذهبية لإراحة الكوادر الأساسية والاستعداد الأمثل للمواجهات المقبلة، خاصة مع وجود إصابات في صفوف الفريق.
محرز يواصل تحطيم الأرقام
واصل النجم رياض محرز كتابة التاريخ مع المنتخب الوطني، حيث رفع رصيده إلى 9 أهداف في نهائيات كأس أمم أفريقيا، متجاوزاً الأسطورة رابح بلومي (6 أهداف) كأفضل هداف جزائري في تاريخ البطولة القارية.
هذا الإنجاز الفردي يضاف إلى الإنجاز الجماعي، حيث حافظ الدفاع الجزائري على نظافة شباكه لمباراتين متتاليتين، مما يعكس التوازن المثالي بين الخطوط تحت إشراف بيتكوفيتش.
وسط ميدان مثالي
برز الثلاثي إسماعيل بن ناصر، هشام بوداوي وإبراهيم مازة كأحد أبرز نقاط القوة في أداء الخضر. هذا الوسط الجديد أظهر تفاهماً رائعاً وقدرة على السيطرة على مجريات المباراة، مما يبشر بمستقبل واعد للمنتخب الوطني.
مازة تحديداً لفت الأنظار في أول مشاركة أساسية له مع المنتخب الأول، حيث توج بجائزة أفضل لاعب في المباراة رغم صغر سنه (20 عاماً).
الخطة التكتيكية المرنة
اعتمد بيتكوفيتش على مقاربة تكتيكية مرنة، حيث تحول الفريق من تشكيلة 4-3-3 الظاهرية إلى 3-2-5 عند امتلاك الكرة، مما سمح بخلق تفوق عددي في المناطق الهجومية وإرباك الدفاع البوركينابي.
هذا التنوع التكتيكي يعكس خبرة المدرب السويسري وفهمه العميق لمتطلبات كرة القدم الأفريقية، خاصة في أول مشاركة له في هذه البطولة.
التطلع للمراحل المقبلة
مع ضمان التأهل والصدارة، يستطيع بيتكوفيتش الآن التفكير في المراحل المقبلة بهدوء أكبر. المباراة الأخيرة أمام غينيا الاستوائية ستكون فرصة لتدوير التشكيلة ومنح الفرصة للبدائل، تماماً كما حدث في نسخة 2019 الظافرة.
الجماهير الجزائرية تحلم الآن بتكرار إنجاز 2019 وتحقيق النجمة الثالثة، خاصة مع وجود عوامل إيجابية عديدة تصب في صالح الخضر، من قوة التشكيلة إلى الحضور الجماهيري المميز.
المنتخب الوطني يسير على الطريق الصحيح تحت قيادة بيتكوفيتش، والآمال كبيرة في تحقيق مشوار مميز يليق بتاريخ الكرة الجزائرية العريق.