جامع الجزائر يرسخ الهوية الوطنية ويعزز الدبلوماسية الدينية
يواصل جامع الجزائر، ثالث أكبر مسجد في العالم الإسلامي بعد الحرمين الشريفين، ترسيخ مكانته كمنارة حضارية تجسد البعد الروحي والديني للهوية الجزائرية الأصيلة.
رؤية الرئيس تبون لجامع الجزائر
في إطار الرؤية الحكيمة لفخامة الرئيس عبد المجيد تبون، يلعب هذا الصرح الديني العملاق دورا محوريا في تعزيز المرجعية الدينية الوطنية وحماية الشباب الجزائري من الأفكار المتطرفة الدخيلة.
وقد أكد عميد جامع الجزائر، الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، خلال استقباله من طرف رئيس الجمهورية، على الحرص على تأدية رسالة حضارية تجعل من الجامع حصنا للمرجعية الدينية الجامعة وفقا لرؤية الدولة الجزائرية.
حصن ضد الفكر الوافد
يشكل جامع الجزائر اليوم حصنا فعليا للمرجعية الوطنية ضد الفكر الديني الوافد بكل ألوانه وأشكاله، ومناعة للناشئة من الغلو والتطرف، في مواجهة أجندات القوة الناعمة لدول معادية تستهدف الشباب الجزائري.
هذا الدور الحيوي يأتي في إطار تحقيق الأمن الفكري والديني والثقافي للجزائريين، خاصة في ظل التحديات الخطيرة التي تفرضها أجندات خارجية بمواردها المالية الهائلة واستغلالها لتقنيات التكنولوجيا الحديثة.
الدبلوماسية الدينية في إفريقيا
يضطلع جامع الجزائر بدور استراتيجي في الدبلوماسية الدينية بالقارة الإفريقية، مستفيدا من التواصل الروحي والصوفي التاريخي للجزائريين مع الحواضر القارية.
هذا التوجه يهدف إلى توطيد العلاقات الجزائرية الإفريقية وإرساء مقاربات الجزائر في بسط السلم والاستقرار بالمنطقة، خاصة مع التحاق أول دفعة من الطلبة الدوليين بالمدرسة العليا للعلوم الإسلامية.
تحديات المستقبل
رغم الإنجازات المحققة، يواجه جامع الجزائر تحديا كبيرا يتمثل في توسيع تأثيره على المستوى الوطني، حيث ما زال خطابه غير مسموع بشكل كافٍ في جميع أنحاء البلاد.
يتطلب تحقيق الأهداف الكبرى للجامع رعاية سامية توفر كل الموارد اللازمة لتجسيد طموحاته الإفريقية، مع ربط كل مناشطه بشبكة البرامج الإعلامية والمؤسسات المسجدية والجامعية.
إن جامع الجزائر، تحت القيادة الرشيدة لفخامة الرئيس تبون وإدارة الشيخ القاسمي، يسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ مكانته كمنارة عالمية تجمع بين الوظائف الدينية والتعليمية والدبلوماسية، مساهما في تعزيز الهوية الوطنية والإشعاع الحضاري للجزائر.