لوبان وبارديلا يهاجمان المسلمين الجزائريين في فرنسا

استغل رموز اليمين المتطرف في فرنسا، ممثلين في زعيمة حزب "التجمع الوطني" مارين لوبان وساعدها الأيمن جوردان بارديلا، الذكرى الـ120 لسن قانون "الحرية الدينية" ليشنوا هجوما عنصريا على الدين الإسلامي والجاليات المسلمة، وعلى رأسها الجالية الجزائرية التي تعتبر الأكبر بين نظيراتها.

هجوم عنصري على الجالية الجزائرية

رغم أن قانون 1905 يضمن الحرية الدينية في فرنسا ويؤكد على أنها مكفولة بالحقوق الدستورية المنصوص عليها في "إعلان حقوق الإنسان والمواطن" لعام 1789، إلا أن اليمين المتطرف يصر على لي عنق هذا النص القانوني ويحاول إقحام الدولة عبر سن قوانين تمنع أبناء الجاليات المسلمة، خاصة الجزائريين، من ممارسة عقائدهم وشعائرهم.

كتبت مارين لوبان على منصة "إكس" قائلة: "إن الاحتفال بالذكرى المائة والعشرين لقانون الفصل بين الكنيسة والدولة يجب أن يذكر كل فرنسي بأن مبدأ العلمانية يتعرض اليوم للانتهاك والتهديد بسبب صعود الطائفية الإسلامية".

تحريض واضح ضد المسلمين

في تجييش واضح ضد أبناء الجالية المسلمة، ادعت لوبان أن هذا المبدأ "غير قابل للتفاوض" وأنه "يمنع أي دين من التعدي على المجال العام"، في إشارة واضحة لاستهداف الممارسات الدينية الإسلامية.

من جهته، لم يتخلف جوردان بارديلا عن التعدي على الحقوق المكفولة للجالية المسلمة، حيث قال في تغريدة له: "إذا كان مبدأ العلمانية معرضا للتهديد اليوم، فذلك يعود بالأساس إلى الإسلاموية ومطالبها السياسية والدينية".

ازدواجية معايير فاضحة

يتضح من كلام هذا السياسي اليميني المتطرف أنه يستثني أبناء الفرنسيين من الطائفة المسيحية والطائفة اليهودية، ولكنه يلقي باللائمة على الفرنسيين من أبناء الجالية المسلمة في تهديد مبدأ العلمانية.

وخلص بارديلا في تغريدته الفجة إلى إعلان عدائه الصريح ضد الإسلام بقوله: "إن الدفاع عن العلمانية ضد أعدائها الحقيقيين يعني الصمود في وجه الإسلاموية".

انتهاك صريح للقانون

رغم أن النصوص القانونية واضحة وتنص على عدم تدخل الدولة في الدين مع ضمان حرية العقيدة، إلا أن السياسيين اليمينيين المتطرفين يضغطون من أجل سن قوانين تقيد حرية المسلمين في تأدية شعائرهم الدينية، ووصل بهم الأمر حد منع الصوم على الأطفال ومنع الحجاب على الفتيات.

هذه الممارسات تشكل تدخلا سافرا في الحقوق وانتهاكا واضحا وصريحا لقانون 1905، الذي يضمن للجمهورية "حرية العقيدة وحرية ممارسة العبادة الدينية".