مؤتمر كوب 30 ينطلق في البرازيل وسط غياب أمريكي وانقسام دولي
انطلقت قمة المناخ العالمية كوب 30 يوم الاثنين في مدينة بيليم الأمازونية بالبرازيل، وسط دعوات أممية للتعاون في مواجهة أزمة المناخ، في وقت يشهد فيه المجتمع الدولي انقساماً حاداً حول الأولويات البيئية.
نداء أممي للوحدة في مواجهة التحدي المناخي
وجه الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ سيمون ستيل نداءً للمندوبين من أكثر من 190 دولة قائلاً: "مهمتكم هنا في ساحة مؤتمر كوب 30 ليست محاربة بعضكم بعضاً، مهمتكم هنا هي محاربة أزمة المناخ، معاً".
وأشار ستيل إلى أن 3 عقود من محادثات المناخ الأممية ساعدت في ثني منحنى الاحترار المتوقع، لكنه أضاف: "لن أجمل الوضع. لا يزال أمامنا كثير من العمل الذي يتعين القيام به".
تقديرات أممية تكشف الفجوة في جهود خفض الانبعاثات
كشف تحليل جديد للأمم المتحدة أن الغازات الدفيئة العالمية ستنخفض بنسبة 12 في المائة بحلول عام 2035 مقارنة بمستويات 2019، وهو تحسن طفيف عن التقدير السابق البالغ 10 في المائة.
ومع ذلك، يبقى هذا الرقم بعيداً عن الانخفاض المطلوب بنسبة 60 في المائة بحلول 2035 للحد من الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
الرئيس البرازيلي يحذر من منكري التغير المناخي
حذر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا من المصالح التي تسعى إلى التعتيم على مخاطر تغير المناخ، مؤكداً: "إنهم يهاجمون المؤسسات والعلوم والجامعات، لقد حان الوقت لفرض هزيمة أخرى على منكري التغير المناخي".
الغياب الأمريكي يفتح المجال للدول النامية
شهد المؤتمر غياباً لافتاً للولايات المتحدة، أكبر مصدر تاريخي للانبعاثات الغازية، حيث يصر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على أن تغير المناخ مجرد خدعة.
وعلق أندريه كوريا دو لاغو، رئيس قمة كوب 30: "أعتقد أن غياب الولايات المتحدة فتح بعض المساحة للعالم ليرى ما تفعله الدول النامية".
الالتزام الأوروبي بالحد من الوقود الأحفوري
أكدت ألمانيا أن الدول الأوروبية ستدفع باتجاه التزامات للحد من استخدام الوقود الأحفوري. وقال يوشين فلاسبرت، نائب الوزير الألماني: "سندافع عن شيء قوي. لا نريد أن نسلك نفس طريق الرئيس ترمب ونتهم الآخرين بالخطأ".
مطالب السكان الأصليين بحماية أراضيهم
انضم زعماء السكان الأصليين إلى الدول المشاركة مطالبين بمزيد من الصلاحيات في إدارة أراضيهم، مع تصاعد آثار تغير المناخ وتوغل الصناعات مثل التعدين وقطع الأشجار وحفر النفط في الغابات.
وقال بابلو إينوما فلوريس، زعيم من السكان الأصليين من بيرو: "نريد التأكد من أنهم لا يستمرون في الوعود، بل سيبدأون في الحماية، لأننا نحن السكان الأصليين من نعاني من آثار تغير المناخ هذه".
تحذيرات علمية من ذوبان الأنهار الجليدية
دق علماء من عشرات الجامعات والمؤسسات العلمية الدولية ناقوس الخطر بشأن ذوبان الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية، محذرين في رسالة نشرت بالقمة من أن "التوترات الجيوسياسية أو المصالح الوطنية قصيرة الأجل يجب ألا تطغى على كوب 30".
وأضافوا أن "تغير المناخ هو التحدي الأمني والاستقرار الذي يحدد عصرنا".